الكاتب الصحفى محمد عثمان يكتب: بين التطبيع والهيمنة.. ضياع القرار العربي

0 331

تُعرف شعوبنا العربية بطيبتها الفطرية وسرعة تأثرها بالكلمات المعسولة والشعارات البراقة، في وقت تتسابق فيه بعض الأنظمة نحو التطبيع، وتوزّع الأموال والدنانير في صفقات ومؤامرات تضر بالقضايا العربية، وتخدم مشروع “إسرائيل الكبرى”. هذه الدول، التي فقدت استقلال قرارها السياسي، باتت مجرد تابع للقوى العظمى، تنفق المليارات لاسترضاء البيت الأبيض، بينما يواصل الرؤساء الأمريكيون — بلا استثناء — دعمهم المطلق لإسرائيل في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، من قتل وتجويع واغتصاب للأرض.

وجاء تصريح الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، بشأن “التخلي عن دعم إسرائيل إذا ضمّت الضفة الغربية”، ليكشف مدى الاستخفاف الأمريكي بعقول الشعوب العربية، إذ لم يكن سوى تصريح للاستهلاك الإعلامي، يتناقض مع حجم الدعم المالي والعسكري الذي تقدّمه واشنطن لتل أبيب، باعتبارها الأداة الأبرز لترسيخ الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط ونهب ثرواته.

لقد تحولت إسرائيل إلى قوة إقليمية كبرى، تفرض واقعها بالقوة، متجاهلة بنود اتفاقية شرم الشيخ التي وُقعت في القاهرة برعاية أمريكية، لتواصل انتهاكاتها اليومية ضد الفلسطينيين، وتحاصرهم بالجوع، وتعرقل كل محاولات التسوية.

وفي ظل هذا المشهد القاتم، تبدو أمتنا العربية وكأنها تحوّلت إلى ساحة تجارب للأسلحة الحديثة، وشعوبها إلى دمى تُدار عن بُعد،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط