الطريق البديل

الشيخ مجدى مهنا يكتب: العطاء

0 764

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبعد,

  كان هناك رجل يسمى الليث بن سعد, وكان قد أتى بتجاره كبيره جدا من العسل الي قريته عبر البحار, وأثناء تفريغ براميل العسل قدمت اليه امرأة عجوز, معها كوب صغير, وقالت: أريد منك أن تملء هذا الإناء بالعسل, فاعرض عنها, وقال لها لن اعطيكي العسل ثم رجعت المرأه الي بيتها.

واذا به ينادي على احد عماله, ويقول له احمل هذا البرميل من العسل, واسال عن بيت هذه المرأة, واعطيه لها, فقال: سيدي لقد جات إليك تطلب إناءا صغيرا مملوءا بالعسل, فامتنعت عنها, والان ترسل لها برميل من العسل, قال الليث: ياغلام كل منا يعطي على قدره وهذا قدري, وليس اناءا صغير.

فاذا كان هذا الرجل يفعل هذا, فكيف بعطاء الله؟, فهل احد يستطيع أن يعلم مقدار الله؟, فعطاء الله على مقدار الله, ومقدار الله لايعلمه الا الله, العطاء على مقدار العاطي, العاطي هو الله فهل يقاس عطاء الله بعطاء البشر!

لذا مهما يكون عطاء البشر فلن يساوي مثقال ذرة من عطاء الله, فعطاء البشر ينحصر في عطاء أناس قليلون, لا يتجاوز العدد القليل, أما عطاء الله فإنه يتجاوز العطاء لجميع البشر, فيعطي جميع البشر مؤمنين وغير مؤمنين, فهل نستطيع أن نقيس عطاء الله بعطاء البشر!

حاشا لله, فعطاء الله على مقدار العاطي, و العاطي هو الله سبحانه يرزق من يشاء بغير حساب, ولذا قال الحق في حديث قدسي لرسول الله -صل الله عليه و سلم- في جزء بسيط، منه:

“لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وجِنَّكم وإِنسَكم اجتمعوا وكانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ منكم لم يُنقِصْ ذلك من مُلكي مثقالَ ذرَّةٍ ، ويا عبادي ! لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وجِنَّكم وإنسَكم اجتمَعوا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني جميعًا فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ منهم مسألتَه لم يُنقِصْ ذلك ممَّا عندي إلَّا كما يُنقِصِ المَخيطُ إذا غُمِس في البحرِ ، يا عبادي ! إنَّما هي أعمالُكم تُرَدُّ إليكم ، فمن وجد خيرًا فليحمَدْني ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ إلَّا نفسَه”

اللهم ارزقنا من فضلك ورحمتك فانك العاطي بغير حساب. وسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.