الطريق البديل

شهر الله المحرم وفضل يوم عاشوراء بقلم : د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت عضو الجمعية الفقهية السعودية

وعضو الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة وعضو الهيئة الاستشارية العليا منصة أريد للعلماء والخبراء والباحثين الناطقين بالعربية

0 877

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..  وبعد لا يخفى على كل ذي لب ما لشهر الله المحرم من فضائل فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال:

                              قال رسول الله – صل الله عليه وسلم -: ” أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل “، وعن جندب بن سفيان البجلي – رضي الله عنه قال:

                                                       كان رسول الله – صل الله عليه وسلم – يقول: ” أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم ” رواه النسائي / 2916.

 

قال ابن رجب – رحمه الله -: ” وقد سمى النبي – صل الله عليه وسلم – المحرم شهر الله، وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته ” لطائف المعارف 81- 82. 

وشهر الله المحرم من الأشهر الحرم قال الله تعالى: ” إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ” سورة التوبة /36

فضل يوم عاشوراء

يوم عاشوراء, هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم ، له فضل عظيم وحرمة قديمة ، فقد كان موسى عليه السلام يصومه, بل كان أهل الكتاب يصومونه لفضله ، بل حتى قريش كانت تصومه في الجاهلية.

وقد وردت عدة أحاديث عن فضل عاشوراء وصيامه، منها : ما جاء في صحيح مسلم عن أبي قتادة – رضي الله عنه – أن رجلا سأل النبي صل الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء ، فقال : ” إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ” رواه مسلم / 1976.

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : ” ما رأيت النبي – صل الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء ، وهذا الشهر يعني شهر رمضان ” رواه البخاري / 1867   ، ومعنى يتحرى أي : يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .

ولعل الحكمة من صيام يوم عاشوراء, أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكرا لله تعالى، وصامه نبينا محمد – صل الله عليه وسلم – وأمر بصيامه.

وثبت عن ابن عباس – رضي الله عنهما قال : ” قدم النبي – صل الله عليه وسلم – المدينة, فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء, فقال لهم النبي – صل الله عليه وسلم – : ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟

قالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا لله فنحن نصومه ، فقال النبي – صل الله عليه – : فنحن أحق وأولى بموسى منكم ، فصامه رسول الله- صل الله عليه وسلم – وأمر بصيامه ” البخاري /2004 ، ومسلم / 1130

واعلم أخي الحبيب رحمني الله وإياك : أن صيام يوم عاشوراء له مراتب ذكرها ابن القيم – رحمه الله – حيث قال : ” فمراتب صومه ثلاث : أكملها : أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث ، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ” زاد المعاد 2/75،76

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.