الطريق البديل

محمد عثمان يكتب: الملف الأسود لمرتضى منصور

0 448

يتابع المصريون منذ فترة طويلة, المسلسل اليومى للتصريحات والاتهامات, بل والبذائات المتكررة للبطل الأوحد للمسلسل, النجم مرتضى منصور, الذى أحدث حالة من الإنقسام بين جنبات الشارع المصرى, بين مؤيد و معارض للسيل المتوالى يوميا من التصريحات, والاتهامات, والبذائات.

كانت بداية ظهور مرتضى منصور عام ١٩٨٣, أثناء تولية رئاسة محكمة بولاق, حيث أصدر حكماً بحبس النجم عادل إمام, والمخرج رأفت الميهى, بطل ومخرج فيلم(الافوكادو) بحجة انهم اهانوا القضاء ورموزه, أثناء عرض الفيلم, وأنهم انتقضوا القضاء نقضاً فوضوى, وهو ما اعتبره إهانة للقضاء ورموزه.

وعقب ذلك بشهور قليلة, تقدم مرتضى منصور بأستقالته من منصبة القضائى, واختلف الكثيرون فى أسباب هذه الإستقالة, التى نسجت حولها الكثير من الروايات, واتجه مرتضى للعمل بالمحاماة, وفذاع صيته فى سنوات قليلة, وأصبح محامياً للكثير من المشاهير من السياسيين, والرياضيين, ونجح فى الكثير من القضايا, التى بدورها احدثت دوياً.

وكان أشهر هذه القضايا, دعوى الجنرال محمود الجوهرى ضد اتحاد الكورة, و مطالبته بالتعويض بعد إقالته من تدريب المنتخب الوطني, و كذلك القضية التى رفعها الجوهرى أيضا ضد اللاعب طاهر ابو زيد, و اتهامه له بالسب والقذف, ولأن مرتضى من هواة الإعلام, وفلاشات الكاميرات, فقد قرر ترشيح نفسه لعضويه مجلس الشعب عام ١٩٩٠.

ولكنه لم يحالفه التوفيق فى النجاح, فقرر نفس التجربة عام ١٩٩٥, ولكنه خسرها أيضا, ليتوجه نحو الترشح لعضوية مجلس إدارة نادى الزمالك عام ١٩٩٦, و ادار معركته هذه المرة بذكاء شديد, رافعاً شعار محاربة الظلم, الذى يتعرض له النادى, و هو الشعور المتولد لدى جماهير النادى منذ عشرات السنين ونجح فى الفوز بعضوية النادى حتى عام ٢٠٠٥.

والجدير بالذكر أيضاً, أن مرتضى قبل دخوله مجلس إدارة الزمالك, كانت له واقعة شهيرة فى النادى الاهلى, حين قرر المايسترو(صالح سليم), رئيس النادى فى ذلك الوقت شطب عضويته, و فى عام ٢٠٠٥ نجح مرتضى منصور فى الفوز برئاسة نادى الزمالك, و لكنه لم يستمر سوى شهور قليلة, حيث ثبت تلقيه تبرعات من (منصور البلوى) المليونير السعودى المعروف.

و كذلك لوجود العديد من المخالفات المالية, التى أثبتها الجهاز المركزي للمحاسبات, الا إنه لم ييأس, ونجح فى الحصول على حكم بعودته لرئاسة النادى مرة أخرى, ولكنه لم يستمر سوى أيام قليلة, حيث قرر وزير الشباب والرياضة حل مجلس مرتضى منصور, لوجود مخالفات مالية, وتعيين مجلس جديد برئاسة ممدوح عباس.

ورغم عزله من رئاسة نادى الزمالك, لم يتوقف مرتضى عن الصدام مع الآخرين, رغبة منه فى الإستحواذ على فلاشات الكاميرات, والتواجد الدائم داخل الكادر, فدخل فى معارك وهمية مع الكثير من السياسين, والرياضيين, فإسطدم بأيمن نور, و واجه طلعت السادات, و إشتبك مع ممدوح عباس رئيس نادى الزمالك الأسبق, والذى نال النصيب الأكبر من هجوم مرتضى, حيث اتهمه بالفشل والفساد, مما دفع عباس لنقل الصراع لساحة المحاكم.

و فى سابقة لم تتكرر فى تاريخ القضاء المصرى, قام مرتضى منصور برفقه نجله احمد, والمحامى الشهير احمد ناصر, ومجموعة كبيرة من البلطجية, بالهجوم على مكتب (سيد نوفل ), رئيس مجلس الدولة الأسبق, و التعدى عليه بالسب والضرب, فى واقعة (يندى لها الجبين ), و نسى مرتضى أنه كان أحد رجال القضاء, والآن يعتدى عليه, ويقوم باهانته, وهو الذى سبق, وأصدر حكماً ضد عادل إمام بسبب مشهد بسيط اعتبره إهانة للقضاء.

و لكن أن يكون هو من يسب ويضرب أحد أكبر رموز القضاء, فهو أمر عادى بالنسبه له, ونتيجة لما حدث صدر حكم بحبس مرتضى وابنه, ونفذ مرتضى الحكم الصادر ضده, وهرب ابنه, ولم ينفذ فيه الحكم حتى الآن, لأسباب لا يعرفها أحد, وظن الكثيرون و العبد لله واحد منهم أن عصر مرتضى قد انتهى, ولكنه عاد أقوى من السابق, و أفردت له وسائل الإعلام المقروئة, المرئية, والمسموعة, مساحات واسعة لإبراز آرائه, وتصريحاته, واتهاماته.

وجاء أشهر خلافاته, صدامه مع أحمد شوبير, واتهمه فى عدد من الأمور الأخلاقية, والتى انتهت ايضا فى ساحات المحاكم, ورغم ذلك نجح مرتضى منصور عام ٢٠١٤ فى العودة لرئاسة نادى زمالك, وتعهد مرتضى بفتح صفحة جديدة, و لكنه سرعان ماعاد إلى سيرته الأولى, و دخل فى صدام مع العديد من الأجهزة الفنية, التى احضرها ثم أقالها بعد أسابيع قليلة مما كبد خزينة النادى أموالا طائلة, ليوشك الزمالك على الإفلاس.

وكان مرتضى على موعد للصدام مع التوأم حسن, وتبادلوا سوياً الشتائم والسباب على مرأى و مسمع من الجميع, لينتقل للصدام مع رابطة النقاد الرياضين, برئاسة الاعلامى (محمد شبانة ), تبادل خلالها الاثنان الاتهامات, وأدى ذلك إلى وقف ظهور مرتضى فى وسائل الإعلام, ولأنه مولع بفلاشات الكاميرات, قرر التراجع والاعتذار, منح الصحافيين عضويه الزمالك, وكانت بـ(٨٠ ألف جنية) نقداً, لتخفض لـ٢٧ ألفاً فقط وعلى أقساط لمدة ٥ سنوات, وهى مخالفة ماليه فجة رصدها الجهاز المركزي للمحاسبات, ولكن لم يحاسبه احداً حتى الآن!.

ولم يكتفى مرتضى منصور بذلك, بل قرر الدخول فى معارك جانبية مع رموز وأبناء النادى, فقام بالإطاحة بإسم الراحل (حلمى زامورا) من على ملعب النادى, واستبعد كل الرموز المعارضة له من أبناء النادى, وقرر عدم دخولهم إلى مقر النادى, وشطب عضويتهم فى سابقة فريدة لم تحدث من قبل فى تاريخ النادى,
و انتهى الأمر بقذف, وسب النجم محمود الخطيب, رئيس نادى الأهلى, مما أدى إلى حبس مرتضى منصور لمدة شهر, واستبعاده من رئاسة نادى الزمالك.

ويبقى السؤال, كيف سمح لمرتضى منصور, بالترشح لرئاسة نادى الزمال, بعد حبسه فى واقعة مخلة بالشرف؟, وهى التعدى على رئيس مجلس الدولة, وهل سيتكرر الأمر مرة أخرى بعد حبسه الأخير؟, من يقف وراء هذا الرجل, ويسانده؟, أسباب صمت الدولة وأجهزتها أمام تطاولات هذا الرجل وبذائته؟, ولماذا يصمت وزير الشباب والرياضة عن حل هذا المجلس؟!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.