الطريق البديل

الشيخ مجدى مهنا يكتب: قطوف من معجزات الهجرة الى المدينة

0 510

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسول الله _صل الله عليه وسلم_, وبعد,

مازلنا مع رحله الهجرة, وما فيها من معجزات, ولقد قلنا بأن هذه الهجرة, التي أمر الرسول (صل الله عليه وسلم) بها من مكة إلي المدينة, كان من معجزاتها شاة أم معبد, والتي مر بها الرسول_صل الله عليه وسلم_, فقال لها: أعندك لبن, قالت: والله ماعندنا الا هذه الشاة العجفاء الهزيلة, التي لم يكن منها شئ حتي أنها لا تلد.

فأمسك بها النبي_صل الله عليه وسلم_, ومسح علي ظهرها وضرعها, فأجري فيها اللبن باذن الله _سبحانه وتعالى_, قالت أم معبد الخزاعية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تصفه لزوجها: (ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثُجْلة، ولم تزر به صلعة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وَطَف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطع، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار،

وإن تكلم علاه البهاء، أجل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر، ولا هذر، كأن منطقه خرزات نُظمن يتحدرن، رِبعة، لا تقحمه عين من قصر، ولا تشنؤه من طول، غُصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا، وله رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفَنَّد. (سيرة ابن هشام، زاد المعاد. الرحيق المختوم).

هذه بعض أوصاف الحبيب, التي لو تحدثنا عنها لا يستطيع قلم أن يكتبها,  وقد مضي الرسول_صل الله عليه وسلم_ في طريقه حتي وصل المدينه المنورة, فكان أول شئ قام به, هو بناء المسجد في المدينه المنوره ثم ضع الرسول _صل الله عليه وسلم_الأسس الإسلامية, وكان قد أستقبل أفضل استقبال, واخي بين المهاجرين والأنصار, ووضعت القواعد, ورفع الأذان, وأسس الرسول الدولة الإسلامية علي العدل والمساواة ليس هناك فيها غني ولا فقير.

الكل أمام الأسس سواء, ومن هنا نقول: أن الرسول شيد دولة أساسها العدل والحب والمواخاة, ولذا نجد القران يقول: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.

(إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ), هذه بعض من رحلة الهجرة السعيدة, والتي كانت فاتحتة خير علي الناس جميعاً,  لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ, استغفرك وأتوب إليك, سبحان ربك رب العزة عما يصفون, وسلاماً علي المرسلين, والحمد لله رب العالمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.