الطريق البديل

الشيخ مجدى مهنا يكتب: الطاعة والعصيان فى القرآن الكريم

0 721
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله(صل الله عليه وسلم), َمقالي اليوم مقارنة بين ال الطاعة والعصيان, لقد أقبل عيد الأضحي المبارك بما فيه من خير للمسلمين جميعاً, يجمع بين عيد الأضحى, والذي يتمثل في الوقوف بعرفات, وفرحة الحجيج بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا, وبين التضحية والطاعة لامر الله.
ننظر إلي مغزي العمل في مثل هذه الاشراقات, التكبير والحمد والشكر لله, وبين تلبية الحجيج وهم يؤدوا مناسك الحج, لنجد ابن عاق لوالديه, يتمثل في ابن سيدنا نوح, وابن اخر قمة في الطاعة, لنقف معاً نقارن بينهم في قليل من الكلمات,
الحق سبحانه يقول-علي لسان نوح- “وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ”, انظر كيف أجاب أبيه, بمنتهي العصيان لامر ابيه, “قَالَ سَـَٔاوِىٓ إِلَىٰ جَبَلٍۢ يَعْصِمُنِى مِنَ ٱلْمَآءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا ٱلْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ”, -رباه- هل هو يحتمي في جبل ويترك حمي الله!.
فأجابه سيدنا نوح في سياق قراني بديع, “قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ “, الأمر يا بني صدر, فلا احد يعصي ويكون قد عصم بدون عصمة الله له الا من ظلم, “وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ”, ولكن الأبوة وما تعني كل شئ, قال نوح عليه السلام:“وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ”
فجاءه الجواب الفوري, والذى لا يحتمل التأجيل, قال: “قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيْرُ صَٰلِحٍۢ ۖ”, الموضوع انتهي, ولكن سياق القرآن, ابعد عن زوجة نوح الخيانة, أي ابنك ليس من أهل الايمان, فإنه عصي أمر الله.
الموقف الآخر البر والاحسان الي الوالدين, ويتمثل في سيدنا إسماعيل, عندما حضر إليه أبيه ليقول له: “قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ” مجرد رؤيا منامية, أري في المنام إني أذبحك أسمع صوت الحق, صوت البار بوالديه, قال:” يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ”, يا ابت افعل ما أمر الله به, ولا تتأخر عما أمر الله به, هنا الطاعة.
فلما أسلم, وتله للجبين, أسلم الأمر لله, أى اقاموا علي أمر الله, فعلوا ما يأمرهم به الله بدون تفكير, كان الجواب من الله,{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}, ما هذا الأمر, وما هذه الطاعة, طاعة لأمر الله سبحانه وتعالى.
أنظروا ما هذا الجمال الرباني في الأمر والطاعة من سيدنا إسماعيل, فلما بلغ معه السعي وأشتدت قوته, وأصبح يساعد أبيه, إني أري في المنام إني أذبحك, قال يا ابتي أفعل ما أمر الله به, أنظروا إلي مدي الطاعة لأمر الله, وإلي العصيان من ولد عاق وعاصي لله ما أجمل الوقوف علي هذا الأمر الإلهي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.