الطريق البديل

هذه عقيدتي .. بقلم / د. عصام عبد ربه مشاحيت

0 2٬303

أحبتي : هذا اعتقادي ظاهرا وباطنا ، وأنا بريء من كل من ينسب إليّ غير ذلك :
هذا معتقدي الذي أعتقده وأدين الله به ، وهو معتقد أهل السنة والجماعة الذي يجب أن يعتقده كل مسلم ومسلمة حتى نلقى الأحبة محمدا – صل الله عليه وسلم – ، وصحبه – رضي الله عنهم أجمعين – :
1- أؤمن بالله ربا وملكا وإلها معبودا بالحق، وأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه، وأن الله فوق السماوات مستو على عرشه بائن من خلقه، وأن الله له الأسماء الحسنى التي سمى بها نفسه ، أو سماه بها رسوله – صل الله عليه وسلم – ، وأن له الصفات العلا التي وصف بها نفسه، أو وصفه بها رسوله ، وأنه المستحق للعبادة دون ما سواه فهو المعبود بالحق ، وغيره معبود بالباطل.
2- وأؤمن بالملائكة الكرام البررة ، وأؤمن بأنهم مخلوقون من نور، وأؤمن بشرفهم وفضلهم ومكانتهم عند الله تعالى، وأؤمن بوظائفهم وأعمالهم ، وأؤمن واعتقد أن من جحد ملكا من الملائكة فهو كافر، وكذا من قال من الفلاسفة أو غيرهم: أن الملائكة أشكال نورانية يتخيلها النبي بزعمهم ، أو أنها القوى العقلية الفاضلة في الإنسان، من قال ذلك فهو كافر ؛ لأنه جحد الملائكة ، فهو مكذب لله ورسوله.
3- واعتقد أن الجن خلق الله وأحد الثقلين، وهم مكلفون، خلقهم الله لعبادته كالإنس ، وهم من عالم الغيب يروننا ولا نراهم ، وهذا هو الغالب ، وقد يظهرون ويرون في بعض الأحيان في صور متعددة من صور الآدميين وغيرهم من الحيوانات ؛ لأن الله أقدرهم على ذلك ، وإبليس كبيرهم .
4- وأؤمن بالكتب المنزلة التي أنزلها الله على أنبياءه ورسله لهداية الناس وللحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه .
5- وأؤمن أن القرآن الكريم كلام الله تعالى، تكلم الله به لفظا ومعنى بحرف وصوت يسمع، سمعه منه جبريل – عليه السلام – ، وأنزله على قلب نبيه وحيا ، فهو كلام الله ليس بمخلوق ، نزل به الروح الأمين على قلب خير المرسلين نبينا محمد – صل الله عليه وسلم – ، بلسان عربي مبين.
6- وأؤمن بالرسل : فأعتقد أن الله أرسل من بني آدم رسلا إلى الناس، أوحى إليهم بواسطة ملك الوحي جبرائيل – عليه السلام – ، وأنزل معهم الكتاب بالحق، فهم يبلغون الناس دين الله، ويدعونهم إلى فعل ما يحبه الله ويرضاه، وينهونهم عما يكرهه الله ويأباه، ويحكمون بالعدل بين الناس.
7- وأؤمن بأن محمدا – صل الله عليه وسلم – خاتم الأنبياء والرسل ، وشريعته خاتمة الشرائع.
8- وأؤمن أن محبة الله ورسوله – صل الله عليه وسلم – واجبة على كل أحد وهي أصل الإيمان، وكمال المحبة الواجبة أن يقدم محبة الله ومحبة رسوله – صل الله عليه وسلم – على محبة كل أحد.
9- وأؤمن بالإسراء والمعراج بنبينا محمد – صل الله عليه وسلم – بروحه وجسده في ليلة واحدة ، مرة واحدة ، يقظة لا مناما .
10- وأؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم عيانا بأبصارهم يرونه في موقف القيامة ،ويرونه بعد دخولهم الجنة ، وأؤمن باللوح والقلم ، والعرش والكرسي.
11- لا أكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحل أمرا معلوما من الدين بالضرورة تحريمه ، أو أن يجحد أمرا معلوما من الدين بالضرورة وجوبه، أو يفعل ناقضا من نواقض الإسلام قوليا أو عمليا.
12- وأهل الكبائر عندنا تحت مشيئة الله تعالى ، إن ماتوا على التوحيد ، إن شاء عفا عنهم وأدخلهم الجنة برحمته ، وإن شاء أدخلهم النار بعدله ، ثم يخرجهم منها برحمته كما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة .
13- لا أشهد لمعين بجنة ولا نار إلا لمن شهدت له النصوص؛ كالعشرة وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة .
14- وأرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو الله عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ، ولا آمن عليهم ، وأخاف على المسيء وأستغفر له ولا أقنطه من رحمة الله .
15- وأحب أهل العدل والأمانة ، وأبغض أهل الفجور والخيانة.
16- وأتبع السنة والجماعة ، وأجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة ، وأَكِلُ العلم إلى الله فيما اشتبه علي علمه.
17- أرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم ، ولا أشهد على أحد منهم بكفر ولا شرك ولا نفاق ما لم يظهر منهم شيء من ذلك ، وأَكِلُ سرائرهم إلى الله تعالى.
18- لا أرى الخروج على الأئمة وولاة الأمور وإن جاروا ، ولا أدعو عليهم ولا أنزع يدا من طاعة ، وأرى طاعتهم من طاعة الله فريضة ما لم يأمروا بمعصية .
19- وأحب أصحاب رسول الله – صل الله عليه وسلم – ولا أفرط في حب أحد منهم ، ولا أتبرأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم ، فحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان ، ونثبت الخلافة بعد رسول الله – صل الله عليه وسلم – أولا لأبي بكر الصديق ، ثم لعمر بن الخطاب ، ثم لعثمان بن عفان ، ثم لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهم أجمعين .
20- ولا نفضل الأولياء على الأنبياء ، كما قال بعض أهل الضلالة كابن عربي وغيره من الصوفية.
21- وأؤمن باليوم الآخر وما يكون فيه من البعث والنشور والحساب والجزاء والحوض والميزان والصراط والجنة والنار وانهما أي : الجنة والنار مخلوقتان الآن لا تفنيان ولا تبيدان.
22- وأؤمن بشفاعة النبي – صل الله عليه وسلم – لأمته كما صح في الأخبار، وكذا كل الشفاعات الثابتة في سنة النبي – صل الله عليه وسلم –
23- وأؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره ، واؤمن بمراتب القدر الأربع : العلم، والكتابة ، والمشيئة ، والخلق.
24- وأؤمن بما في القبر من عذاب ونعيم ، ومنكر ونكير وغيرها ، على ما جاءت به الأخبار عن الرسول – صل الله عليه وسلم – وعن الصحابة الأطهار – رضي الله عنهم جميعا
والله أسأل أن يعيذنا من فتنة القبر وعذابه ، وأن يجعل خير أيامنا يوم لقائه – سبحانه وتعالى .
فهذا هو اعتقادي ظاهرا وباطنا ، وأنا بريء من كل من ينسب إلي غير ذلك ، ولي مؤلف بينت فيه عقيدة أهل السنة والجماعة ومنهجها أسميته : ” هذه عقيدتنا وهذا منهجنا ” نفع الله به آمين.
فالله أسأل أن يثبتنا على الإيمان ، ويختم لنا به ، ويعصمنا من الأهواء المختلفة ، والمذاهب المردية مثل : المشبهة ، والمعتزلة ، والجهمية ، والجبرية ، والقدرية ، وغيرهم ممن خالفوا منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.