الطريق البديل

من رحم الألم يولد الأمل .. بقلم / ياسمين مجدي عبده

0 1٬316

 

أصبحنا نعي تماماً الآن, أن الدراما المصرية جزء لا يتجزأ من الإعلام المصري, فما هي إلا رسائل قصيرة يتم بثها للمتلقي عن طريق صناعها من ممثلين, ومخرجين, ومؤلفين, فهم العمود الفقري لأي عمل درامي.

وللأسف أصبح لدى البعض منهم ظاهرة -كتبت عنها فيما سبق-, وهي عدم ابتكار أفكار جديدة لتناولها بل الاعتماد على أفكار قديمة تم تناولها من قبل مرات ومرات.

لكن حزنت حزناً كبيراً أثناء متابعتي لمسلسل “لؤلؤ”, فهو يحكي قصة صعود مطربة من تحت الصفر حتى القمة, بل وكيفية الحفاظ عليها, ربما يكون هناك فائدة للمسلسل بالنسبة لكل المطربين الجدد, ممن يستهلون طريقهم لعالم الأضواء والشهرة, لكن يا سادة, أسأل نفسي و أنا أشاهد حلقاته, ما كل هذا الحقد؟! وما كل تلك الضغينة؟!, التي تحملها بعض النفوس المريضة لهؤلاء.

أسأل نفسي في كل حلقة أشاهدها هل هذا حقيقي؟! هل هذا يحدث في الوسط الفني؟! فهناك الكثير من الفنانات اللاتي صعدن من تحت الصفر, لكنى ما سمعت إلا عن كل الدعم, وكل التشجيع من حولهم دون ضغينة, أو غل أو حقد من أحد, فهل نرى تلك الاخلاق والقيم غير النبيلة في أطفالنا وجيل المستقبل القادم ؟هل هذا ما نرسخه في نفوسهم و وجدانهم, لماذا ونحن نحارب من أجل خلق جيل جديد ينفع نفسه وطنه؟
ولكننا سنخلق جيل جديد, فمن رحم الألم يولد الأمل, فلماذا لا ننشئهم على أن يكون لديهم حب الاستطلاع والابتكار, كما يعلمهم بطل مسلسل “في بيتنا روبوت”, الذي اخترع بعض الروبوتات المساعدة في انجاز المهام, ومن هنا, بدأنا نرى بشائر المخترعين, فقد فاجأنا أحد شباب الجيل الحالي باختراع ربوت يساعد في الكشف المبكر عن الإصابة بالكورونا, مما يعمل على خدمة الصحة البشرية, ويقلل عدد الوفيات جراء هذا الفيروس القاتل.
ومن هنا نستبشر خيرًاً, فهناك من لا يفكر في نفسه فقط, بل يفكر في خدمة البشرية من خلال هذا المسلسل, الذي يشجع الأطفال على الرجوع لحب القراءة والاطلاع مرة أخرى, والعودة للكتب لاكتشاف ما ينفع البشرية, ويخلق جيل جديد من المخترعين, يجعلون مصرنا في عداد الدول المتقدمة.
من هنا, أقدم التحية والتهنئة لصناع تلك المسلسلات, فهم بالرغم من خوفهم من تعرضهم للإصابة بالكورونا, ويعملون تحت إجراءات احترازية مشددة و يعرضون أنفسهم للخطر, من أجل إسعادنا, وأتمنى أن يسير كل الانتاج الدرامي القادم على نفس نهج هذا المسلسل للمساهمة في خلق نشئ جديد ينفع نفسه ووطنه في المستقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.