معتز القط يكتب: سرقة”كوبرى دسوق التاريخى”..والمسؤولون “صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ”
أنشأ كوبري دسوق عام 1987م فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى, وخلال الولاية الثالثة لرئيس الوزراء مصطفى باشا فهمى(أمتدت 13 عاماً), وهو جسر قديم يربط بين مدينة دسوق(محافظة كفرالشيخ) من جهة, ومركز الرحمانية(محافظة البحيرة والاسكندرية) من الجهة الاخرى.
وهو كوبرى معدنى جملونى,مقام على نهر النيل, وقد أعيد بناؤه للمرة الثانية عام 1927 في عهد الملك فؤاد الاول, وكان رئيس الحكومة, عدلي يكن باشا.
وكانت شركة (لا ميزون سيرالويس) الفرنسية، قد أنشأت كوبرى دسوق بطول إجمالى 615 متر, وقوة تحمل لمرور قطارات الدرجة الرابعة فقط(خط مفرد), الا أن الحكومة المصرية فى عهد فؤاد باشا الاول, رأت ضرورة تغيير الأجزاء المعدنية للكوبري لترتكز على الأكتاف والبغال القديمة، كى تستطيع تحمل قطارات الدرجة الأولى(الأعلى حمولة),أيضاً خط مفرد، فقامت شركة (دورمان لونغ) الإنجليزية بهذه التعديلات، وانتهت من العمل كُليّاً عام 1927.[1]
هذا الكوبرى الاستراتيجى التاريخى, مكوّن من ثلاث مسارات، الأول والثانى لسيارات النقل الخفيف، والثالثة بالوسط لخط السكة الحديد لنقل الركاب, وهو مكون من خمس فتحات ثابتة ومتحركة, ذات ممرّين من جهة دسوق, بعرض 22 متراً لكلاً منهما، وطول 347 متراً, وتتم صيانته بمعرفة السكة الحديد بشكل منتظم, كما يتم فتح وغلق الكوبرى كل اسبوعين.
الأمر المؤسف, هو تعرض كوبرى بهذا القيمة للاهمال, فخلال السنوات الأخيرة, أصبحا المساران المخصصان لسيارات النقل الخفيف فى حالة رثة للغاية, بما لا يسمح بالسيولة اللازمة فى مرور السيارات, الأمر الذى ينذر بكارثة محققة فى القريب العاجل.
وكان مسؤولى صيانة الكوبرى, قد قاموا برصفه منذ أشهر قليلة(تحديداً فى سبتمبر2022), الا أن هذا الرصف لم يستمر بحالته سوى أيام قليلة, حيث تفاجأ الجميع بتهالكه بسرعة عجيبة, ليصبح عبارة عن (منخفضات ومرتفعات ترابية) الأمر الذى يؤكد أن هناك خطأ ما, إلا أنه سمة تحقيق فى هذا الشأن لم يحدث, وكأن المسؤولين أصبحوا “صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ”.