الطريق البديل

في حضرة الزمن الجميل بقلم / ياسمين مجدي عبده

In the presence of the beautiful time by Yasmin Magdi Abdo

0 1٬197

تعرفون يا قرائي, إنني بطبيعتي لست من هواة برامج التوك شو, ولا أطيق سماع الأصوات العالية, التي يتميز بها بعض مقدمي تلك البرامج ولكن توقفت أمام حلقات برنامج “كلمة أخيرة”.

“كلمة أخيرة”, تقدمه الإعلامية لميس الحديدي, الذي أرى من وجهة نظري, أنه لم يتغير كثيرا لا من حيث الشكل ولا المضمون عن البرنامج السابق, فقط القناة, واسم البرنامج, بعض الفقرات الغير سياسية, والتي أخص بها يا سادة هذا المقال.
بالأمس القريب, كنا نحتفل بذكرى وفاة الفنان الكبير, صلاح ذو الفقار, 18 يناير 1926, وكانت حلقة نهاية الاسبوع عن هذا الموضوع, و استضافة نجلته ضمن ضيوف الحلقة, والذي نعرفه كممثل فقط من أعماله الخالدة التي تنتشر على القنوات المختلفة.

لكن من خلال تلك الحلقة, تعرفنا على الوجه الآخر, الذي لم نكن نعرف عنه شيئاً لهذا الانسان, فكم كان متواضعا و حنوناً؟. كم كان يهتم بمن حوله يسأل عليهم يتابع أخبارهم بالرغم من مشاكله الكثيرة؟.

شاهدنا كيف كان يتعامل مع زوجته؟, وكيف كانت هناك مودة ورحمة بينهما؟, فكانت حلقة شيقة, من شاهدها بالتأكيد استمتع كما استمتعت بها وفي نفس الوقت اعتبرتها في الحقيقة حلقة مفيدة لما فيها من دروس مستفادة بالنسبة للشباب والمتزوجين حديثاٌ.

نتعلم منه الصبر, والحب, والمودة, والرحمة بين الأزواج بعضهم البعض, والحرص على صلة رحمنا رغم مشاكلنا وتلاهي الحياة, فالزواج كما تعلمنا من هؤلاء شركة لابد أن يشترك فيها الطرفان, وكل يؤدي ما عليه في تفان وإخلاص من أجل سير مركب الحياة بلا عوائق تعوقها في منتصف الطريق.

وكيفية البر بالآباء والأمهات, وعدم الغرور والتكبر, وهي رسالة حقيقية لبعض الفنانين والفنانات من الجيل الحالي, ممن يتكبرون ويصيبهم الغرور, فلابد أن يكون الانسان متواضع فمن تواضع لله رفعه.
أما الدرس الآخر المستفاد من حلقة أخرى من أسبوع مضى, وهو عن السد العالي, الذي مر على إنشاؤه خمسون عامًا, فكانت حلقة غنية جدا بالمعلومات والذكريات الناصرية, التي روتها لنا السيدة نجلة الزعيم الراحل”جمال عبد الناصر”كواليس بناء هذا السد.

كانت شديدة القرب من والدها, وكان يروي لها حكايات عن أيام بناء السد العالي, وعن العمال, والمهندسين في هذا الوقت, وكم كانوا يضحوا بأرواحهم, وصحتهم, ويتحملون الوقوف على أرجلهم في ساعات النهار تحت الشمس المحرقة من أجل الانتهاء من أعمال حفر السد, للالتزام بالموعد المقرر لتشغيل السد.

فهنا, شعرت وأنا أتابع تلك الحلقة, أنني عشت, وعاصرت تلك الحقبة الجميلة بما فيها, ومن هنا كان لابد أن نتعلم كيف يكون العمل؟, وكيف تكون التضحية والتعب؟ من أجل الوصول وانجاز المهام الصعبة بتفان وإخلاص, وتحمل كل ما هو صعب دون كلل أو ملل حتى ننجر أعمالنا.

والآن نتعلم هذا الدرس وننفذه في بناء مصرنا الجديدة حتى تعود لسابق مجدها وتستعيد مكانتها أمام العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.