عفيفى عبد الحميد يكتب: “جزمة” بـ ١٠٠ ألف جنيهاً

0 163

شىء فى منتهى الغرابة أن يكون السؤال الذى تساوى إجابته ١٠٠ ألف جنيه, ما هو لون جزمة فلان؟, ما هى تسريحة فلانة؟, ما هو لون جاكيت فلان؟, و قد يكون السؤال: هل فلان كان على رأسه “زعبوط” أو “كاسكيت” ؟

ما هذه التفاهات, التى تطالعنا بها الفضائيات فى شهر فضله الله على جميع الأشهر؟! و فى هذا الوقت العصيب, الذى تمر به البلاد العربية من إغتصاب لدولة كاملة, و قتل و سفك لدماء الابرياء من الأطفال والنساء والشيوخ دون اى مبرر إلا الحقد و الغل والبشاعة .

لماذا تريدون توجيه الأمة العربية كلها إلى أشياء هزيلة تافهة, لا تسمن و لا تغنى من جوع ؟, وما هى استفادة طفل يغرق فى الدماء من هذا؟, وما استفادة سيدة ينهار بيتها فوق رأسها, وهى فى إنتظار آذان المغرب لتقدم الإفطارلأهل بيتها الصائمين ؟

وما تأثير ذلك على إمرأة تفقد زوجها, وأولادها الثلاثة جراء العدوان الغاشم؟ ماذا يستفيد هؤلاء من لون حذاء فلان, ولون شعر فلان, ولون الجاكيت ؟, يا أمة ضحكت من جهلها الأمم, العالم كله يعتصر حزنا على ما يحدث فى غزة وأنتم عن ماذا تتساءلون؟

أليس لديكم إحساس؟, لماذا تضعون رؤوسكم فى الرمال؟, لما تغضون البصرعن ما يحدث حولكم؟, ماذا يجرى فى عروقكم؟!,أشك أن ما يجرى بعروقكم دماء بل ماء, وماء بارد, فقد اصابتكم البلادة والغيرة ام اللاشعور, لتعلموا أنكم بما تقدمونه عبئاً.

ما تقدمونه للمتعة يفتقد المسئولية, والبحث عما يفيد المجتمع, عودوا إلى قوله -ﷺ-: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها, فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير،ولكنكم غثاء كغثاء السيل.

يا أمة الاسلام, ماذا نستفيد من شخص صعد فوق سيارته ليرقص متباهيا بما يعطيه من عطايا للناس؟! هل هذا ما يجب فى شهر منحه الله لنا ليمحو فيه الذنوب؟ من منا بلا ذنب و بلا خطيئة؟ لن يغفر لنا بمعرفة لون “الجزمة” أوفرمة الشعر أو ماذا يلبس.

إن السير عكس الإتجاه, ما يجعلنا فى آخر القائمة, اتقوا الله, وقدموا شيئا يقود الأمة للأمام, لماذا لا تدعموا الرئيس السيسى بما تقدموا فى الفضائيات؟ فى الدراما, فى السينما, فى المسرح؟ ليكون لكم هدفاً و مبدأً.

لتكونوا قد اسهمتم فى مواجهة ما يحدث فى بلادكم, دعموا بلادكم بفنكم, ولا تجعلوه مدعاة للهزل, تمدونهم بالأموال ليقضوا عليكم! يفرضوا عليكم دفع الأموال, فتعطوهم اكثر مما يطلبون.

أظن أننا فى فرح, الكل يتباهى بالدفع أكثر,أنتم من يدفعون الأموال لقتل أولادكم وأمهاتكم و إخوانكم, لتبقى الحقيقة جالية ظاهرة أنكم من قتلتم أنفسكم بأيديكم و بأمولكم و بثرواتكم, و إذا اعطيتم اخوانكم مننتم عليهم فى الذهاب و الإياب.

لتذهبوا بعطاياكم للجحيم, ولتعلموا أنه من أعان ظالما صلته الله عليه, وإن غداً لناظره لقريب, ولتبقى مصر قائمة رافعة رايتها فى العلا, شامخة بتاريخها وعزها وأبناؤها و جنودها, وقياداتها, دامت مصر حرة قوية, حصن لكل من يركن إليها.

لك الله يا مصر .. لك الله يا غزة .. لك الله يا أقصى .. تحيا مصر . تحيا مصر.. تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط