د. عصام عبد ربه مشاحيت, أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية, يكتب:”مواقع التواصل وأثرها على أخلاق الشباب”

0 444

مما لا ريب فيه أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب اليومية، حيث يقضون الساعات الطويلة على منصات التواصل المختلفة؛ مما يؤثر بشكل كبير إيجابا وسلبا على مختلف جوانب حياتهم، بما في ذلك الجانب الأخلاقي. ولنبدأ أولا بالتأثيرات الإيجابية:

أولا: التواصل والتفاعل: لا شك أن مواقع التواصل المختلفة تساهم بشكل ملحوظ في تعزيز التواصل بين الأفراد: فمواقع التواصل المختلفة تسهم بشكل ملحوظ في تعزيز التواصل بين الأفراد بطرق متعددة، مما يسمح بتبادل الأفكار والخبرات، من خلال ما يلي:

  • الاتصال الفوري: وذلك من خلال الرسائل الفورية والدردشات حيث توفر منصات لذلك مثل واتساب، والتليجرام وغيرهما فهذه المنصات وسيلة سريعة للتواصل الفوري مع الأصدقاء والعائلة والزملاء، من خلال المكالمات الصوتية والمرئية التي تمكن الشباب من التحدث وجهًا لوجه بغض النظر عن المسافات الجغرافية.

  • مشاركة المعلومات: فالمشاركات والمنشورات تُمكن الشباب من نشر أفكارهم وتجاربهم ومشاركتها مع الآخرين عبر منشورات الفيسبوك وإنستغرام وغيرهما من مواقع التواصل، والمنتديات والمجموعات مثل ريديت والفيسبوك حيث تُعد هذه المجموعات وسيلة فعالة للمهتمين بموضوعات معينة لتبادل الأفكار والنقاشات.

  • التعلم الجماعي: حيث يمكن للطلاب حضور دورات وندوات تعليمية عبر منصات مثل يوتيوب وزوم.

  • التفاعل مع الخبراء: حيث توفر منصات مثل (لينكد إن)فرصًا للتواصل مع المتخصصين والخبراء في مجالات متعددة.

  • بناء العلاقات: فالتواصل عبر الاهتمامات المشتركة يمكن الأفراد من تكوين صداقات جديدة بناءً على اهتمامات مشتركة مثل الرياضة، وغيرها.

ثانيا: الدعم الاجتماعي: لا شك أن مجموعات الدعم عبر الإنترنت توفر بيئة داعمة للأشخاص الذين يمرون بتجارب مشابهة، حيث يمكن للشباب الحصول على دعم اجتماعي ونفسي من خلال مجموعات الدعم والمجتمعات الافتراضية على الانترنت، فهذه المجموعات تلعب دورًا مهمًا في تقديم الدعم الاجتماعي للأفراد الذين يمرون بتجارب مشابهة وذلك من خلال:

  • البيئة الآمنة: حيث توفر مجموعات الدعم بيئة آمنة حيث يمكن للأفراد مشاركة مشاعرهم ومشاكلهم دون خوف من الحكم عليهم، فكثير من هذه المجموعات تسمح للأعضاء بالتفاعل بشكل مجهول، مما يزيد من شعورهم بالأمان.

  • المشاركة في التجارب: وذلك من خلال تبادل القصص حيث يمكن للأعضاء أن يشاركوا قصصهم وتجاربهم مع الآخرين، مما يساعد في تقديم وجهات نظر متعددة ودعم متبادل، وأيضا من خلال التعلم من الآخرين حيث يمكن للأفراد تعلم استراتيجيات جديدة للتعامل مع المواقف الصعبة من خلال تجارب الآخرين.

  • توفير النصائح والدعم: وذلك من خلال النصائح العملية حيث يمكن للأعضاء أن يقدموا نصائح عملية مبنية على تجاربهم الشخصية، ليس هذا فحسب، ولكن أيضا من خلال الدعم العاطفي فهذه المجموعات تقدم دعمًا عاطفيًا ومساندة للأشخاص الذين يشعرون بالعزلة أو الضغط.

  • الوصول إلى الموارد: وذلك من خلال المعلومات والموارد التي توفرها المجموعات فقد تكون هذه المعلومات والموارد مفيدة للأعضاء، مثل جهات الاتصال للمساعدة المهنية أو المقالات المفيدة، ومن الممكن أيضا أن تتضمن المجموعات إحالات إلى خبراء أو منظمات يمكنها تقديم مساعدة إضافية، ولعل من أمثلة مجموعات الدعم:

  • منتديات الصحة النفسية: مثل تلك الموجودة على مواقع مثل (Reddit).

  • مجموعات الفيسبوك: الخاصة بالأشخاص الذين يمرون بتجارب مثل فقدان شخص عزيز أو التعامل مع مرض مزمن.

فهذه المجموعات (مجموعات الدعم عبر الإنترنت) تساهم بشكل كبير في تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للأفراد، مما يعزز من قدرتهم على التعامل مع التحديات والمضي قدمًا في حياتهم.

أضف إلى ما سبق أن منصات التواصل توفر مصادر تعليمية متنوعة يمكن أن تساهم في رفع مستوى الوعي والمعرفة لدى الشباب.

مما سبق، يتضح أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي أداة قوية لتعزيز التواصل وتبادل المعرفة والخبرات بين الشباب.

أما عن التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على الشباب:

أولا: التأثيرات النفسية: منها على سبيل الذكر لا الحصر:

  • القلقوالاكتئاب: يمكن أن تؤدي المقارنات الاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى شعور الشباب بالقلق والاكتئاب.

2- انخفاض الثقة بالنفس: يمكن أن تؤثر الصور والمنشورات المثالية على ثقة الشباب بأنفسهم.

  • الإدمان:يمكن أن يصبح استخدام مواقع التواصل الاجتماعي إدمانًا، مما يؤثر على الصحة النفسية والجسدية.

ثانيا: التأثيرات الاجتماعيةمنها على سبيل الذكر لا الحصر:

1- العزلة الاجتماعية: يمكن أن يؤدي قضاء الكثير من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى العزلة عن الأصدقاء والعائلة، وهذا واقع الكل يشاهده.

2- سوء الفهم والصراعات: يمكن أن يؤدي سوء الفهم والصراعات عبر الإنترنت إلى مشاكل في العلاقات الشخصية.

3- التسلط الإلكتروني: حيث من الممكن أن يتعرض الشباب للتسلط الإلكتروني، مما يؤثر على صحتهم النفسية.

4- الضغط الاجتماعي: قد يتعرض الشباب للضغط نتيجة لمقارنة حياتهم بحياة الآخرين التي تظهر في مواقع التواصل، مما قد يؤثر على تقديرهم لذاتهم.

5- التعرض للمحتوى غير الأخلاقي: قد يتعرض الشباب لمحتوى غير لائق أو غير أخلاقي، مما قد يؤثر على قيمهم وأخلاقهم.

6- التنمر الإلكتروني: يعد التنمر عبر الإنترنت مشكلة متزايدة يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للشباب.

ثالثا: التأثيرات على الصحة الجسديةومن ذلك على سبيل الذكر لا الحصر:

1- اضطرابات النوم: لا شك أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قبل النوم يؤثرعلى جودة النوم.

2- الجلوس لفترات طويلة: مما لا ريب فيه أن قضاء الكثير من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الجلوس لفترات طويلة، مما يؤثر على الصحة الجسدية.

كيفية التعامل مع التأثيرات السلبية:

  • التوعية: يجب توعية الشباب بأهمية الاستخدام المتوازنلمواقع التواصل الاجتماعي، و تحديد وقت استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

  • إعدادات الخصوصية: تشجيع الشباب على استخدام إعدادات الخصوصية لحماية معلوماتهم الشخصية.

  • التوازن: مساعدة الشباب على تحقيق توازن بين الحياة الافتراضية والحياة الواقعية.

  • ممارسة الرياضة والأنشطة الخارجية.

  • التواصل مع الأصدقاء والعائلة في الحياة الواقعية

  • تعلم مهارات التعامل مع الضغوط النفسية.

مما سبق يمكن لنا أن نقول: مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثيرات سلبية عديدة على الشباب، ومن المهم أن يكونوا على دراية بهذه التأثيرات ويتخذوا الإجراءات اللازمة للحد منها. ويجب على الآباء والمربين أيضًا أن يلعبوا دورًا في توعية الشباب حول الاستخدام الآمن والصحي لمواقع التواصل الاجتماعي.

فمواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فهي تقدم فوائد جمة كما ذكرت لكم في التأثيرات الإيجابية، ولكنها تحمل أيضًا مخاطر كما ذكرنا في التأثيرات السلبية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط