د/إسراء البهنساوي تكتب: “الطفولة المسروقة”حين تُسرق الأحلام قبل أن تزهر

0 85

أكثر الأشياء جمالاً هي الطفولة, ولكننا اليوم نحيا في عصر لا يعترف كثيراً أنها للجميع, فهناك أطفال يُحرمون من طفولتهم بسبب الفقر، العنف، الحروب، أو حتى الإهمال. فلا يعرفون هل ستشرق الشمس في اليوم التالي؟!
تتعدد سرقات الطفولة, ولكنها تجتمع في سرقة الأمان, وشعوره دائما بالخوف والتهديد, فلدينا الطفولة المسروقة بسبب الحروب والنزاعات, وتنتشر في مناطق الصراع، لا يوجد وقت للعب أو التعلم, فهناك أطفال:
• يفقدون والديهم, ويعيشون كأيتام بلا سند.
• يُجبرون على الهروب من منازلهم, ليصبحوا لاجئين في أماكن غريبة.
• يتعرضون لمشاهد العنف والدمار، مما يترك في نفوسهم جروحًا نفسية عميقة.
الأثر: هؤلاء الأطفال يكبرون وهم يعانون من اضطرابات نفسية، ويفقدون الإحساس بالأمان، مما يؤثر على حياتهم بالكامل.
-الطفولة المسروقة بسبب العنف الأسري:.

من يجد مأوى بلا سكينة, فالطفل يحتاج إلى الحب والأمان، لكن بعض الأطفال يعيشون في منازل مليئة بالصراخ، الضرب، أوالإهمال العاطفي, من نحو:
• الطفل الذي يتعرض للعنف, فيصبح خائفًا ومنطويًا.
• قد ينشأ وهو يعتقد أن العنف هو الطريقة الطبيعية لحل المشكلات.
• قد يعاني من اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.
الأثر: هؤلاء الأطفال يكبرون وهم يحملون ندوبًا عاطفية تؤثر على علاقتهم بالناس وثقتهم بأنفسهم.
وهناك سرقات لحقوق الطفل الأصيلة ومنها:
الطفولة المسروقة بسبب الفقر والجوع, فهناك ملايين الأطفال, الذين لا يجدون طعامًا كافيًا أو مكانًا آمنًا للنوم, والفقر يسرق طفولتهم عندما:
• يُجبرون على العمل بدلًا من الذهاب إلى المدرسة.
• يشعرون بالحرمان مقارنةً بأقرانهم, الذين يعيشون حياة طبيعية.
• يعانون من سوء التغذية، مما يؤثر على نموهم وصحتهم.
الأثر: هؤلاء الأطفال يفقدون فرص التعليم، مما يحدّ من إمكانياتهم المستقبلية ويجعلهم عرضة للاستغلال والضياع.
-الطفولة المسروقة بسبب الزواج المبكر:.

في بعض المجتمعات، تُجبر الفتيات الصغيرات على الزواج قبل أن يفهمن معنى الطفولة أو الأحلام.
• تُحرم الطفلة من حقها في التعليم.
• تُجبر على تحمل مسؤوليات لا تناسب سنها.
• تتعرض لمشكلات صحية ونفسية بسبب الحمل المبكر, والضغوط العائلية.
الأثر: تفقد الفتاة فرصتها في بناء مستقبلها، وتظل عالقة في حياة لم تخترها.
وبتطور الحياة تظهر سرقة من نوع آخر, وهي سرقة حق الحياة منه وهي:
-الطفولة المسروقة بسبب التكنولوجيا والإدمان الرقمي:.

رغم أن التكنولوجيا مفيدة، إلا أن بعض الأطفال يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات، مما يسرق منهم:
• التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الأسرة والأصدقاء.
• ممارسة اللعب الحقيقي, الذي ينمي مهاراتهم الجسدية والعقلية.
• الشعور بالواقع، حيث يصبحون أسرى للعالم الافتراضي.
الأثر: قد يعاني هؤلاء الأطفال من العزلة الاجتماعية، وقلة النشاط البدني، ومشاكل في التركيز والانتباه.
-ولكي نستعيد تلك الطفولة الضائعة علينا مواجهة تلك الأنواع من السرقات بإزالة المسبب لها :

• حماية الأطفال من العنف وتوفير بيئة آمنة لهم.

• إعطاؤهم حقهم في التعليم حتى يبنوا مستقبلهم.

• توفير الرعاية الصحية والتغذية السليمة لضمان نموهم بشكل طبيعي.

• تحديد وقت الشاشات, وتشجيع اللعب الحقيقي لتنمية مهاراتهم الاجتماعية.
• محاربة الزواج المبكر, والعمل القسري للحفاظ على حقوق الأطفال.

وختاماً: فالطفولة ليست رفاهية، بل حق!
كل طفل يستحق أن يعيش طفولته بحرية وسعادة, سرقة الطفولة لا تدمّر فقط حياة الأطفال، بل تضر بالمجتمع كله، لأن الأطفال هم مستقبل العالم, فهل نحميهم أم نتركهم يفقدون أجمل سنوات حياتهم؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط