الطريق البديل

د/إسراء البهنساوي تكتب: التفريغ العاطفي للطفل.. كيف تحمي قلبه الصغير من الانفجار؟

0 107

 تخيل معي عزيزي القارئ بالونًا ممتلئًا بالهواء، كلما زاد الضغط بداخله، أصبح قابلاً للانفجار في أي لحظة!, هكذا هي مشاعر الأطفال عندما تتراكم دون أن يجدوا طريقة للتعبيرعنها.

الصغار لا يمتلكون القدرة الكافية على فهم مشاعرهم أو التعبير عنها بالكلمات مثل الكبار، لذا يحتاجون إلى تفريغ عاطفي منتظم يساعدهم على التوازن النفسي والانفعالي, وعلينا مساعدتهم في كيفية تحقيق ذلك.

بداية لماذا يحتاج طفلك إلى التفريغ العاطفي؟ الأطفال يواجهون يوميًا مواقف قد تبدو بسيطة بالنسبة لنا، لكنها تشكل عبئًا عاطفيًا كبيرًا عليهم؛ مثل الشجار مع صديق، التعرض للتوبيخ، أو حتى الشعور بالإحباط عند عدم القدرة على حل واجب دراسي.

تراكم هذه المشاعر دون تفريغ يمكن أن يؤدي إلى نوبات غضب، توتر، أو حتى انعزال وصمت غير مبرر, وإليك بعض الطرق السحرية لتفريغ مشاعر طفلك قبل أن تنفجر :.

1- استمع له بقلبك قبل أذنيك: عندما يأتي طفلك إليك ليحكي عن يومه، لا تقاطعه أو تقلل من مشاعره, اجلس معه وانظر في عينيه وأظهر اهتمامك الحقيقي, كلمة بسيطة مثل: “أفهم أنك غاضب، ماذا يمكننا أن نفعل لحل المشكلة؟” قد تصنع فرقًا هائلًا.

2- دعه يرسم مشاعره بدلًا من كبتها: الأطفال يعبرون عن مشاعرهم بالرسم والتلوين أكثر من الكلام، امنحهم ورقة وألوانًا واسألهم: كيف تشعر اليوم؟ ارسم لي مشاعرك, ستتفاجأ كيف يتحول الغضب إلى خطوط عشوائية، والفرح إلى ألوان زاهية.

3- اللعب, لغة الأطفال التي لا تخطئ, اللعب هو الوسيلة الطبيعية التي يستخدمها الأطفال لتفريغ المشاعر, استخدم العرائس أوالألعاب التمثيلية لتشجيعه على التعبير عن مشاعره من خلال شخصية أخرى، فقد يخبرك الدبدوب بما يخفيه قلبه الصغير.

4- العناق, كلمة بلا حروف, هل تعلم أن العناق لمدة 20 ثانية فقط يمكنه تهدئة الجهاز العصبي وتقليل القلق لدى الأطفال؟, عندما تشعر أن طفلك غاضب أو حزين، احتضنه بقوة، فهذا أحيانًا يكون أقوى من ألف كلمة.

5- الحركة والرياضة لتفريغ الشحنات السلبية الجري، القفز، أو حتى الرقص في المنزل يمكن أن يكون وسيلة رائعة لتفريغ الطاقة المكبوتة, اجعل طفلك يركض بحرية أو يمارس تمارين بسيطة، وسترى كيف تتغير حالته المزاجية بسرعة.

6- وقت خاص للضحك والمزاح, هل جربت أن تضحك مع طفلك بدون سبب؟ الضحك ليس مجرد تسلية، بل هو تفريغ عاطفي قوي يساعد على تقليل التوتر, العب معه، تقمص شخصيات مضحكة، أو شاهدا معًا مقطعًا كوميديًا، وستجد أن الضحك كان الحل السحري لإزالة أي مشاعر سلبية.

نسعى جميعا إلى طفل متزن نفسيًا اليوم, شخص قوي غدًا, عندما تساعد طفلك على التفريغ العاطفي بطرق صحية، فأنت لا تحميه فقط من الانفعالات السلبية، بل تبني شخصيته ليكون أكثر قدرة على مواجهة الحياة مستقبلاً.

لا تنتظر حتى يمتلئ بالون المشاعر وينفجر، اجعل من التفريغ العاطفي عادة يومية تمنح طفلك الأمان والسعادة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.