حلمى خالد وكيل وزارة الإعلام الأسبق, يكتب: قواعد وآداب الحوار

0 84

الحوار هو أفضل أسلوب يتخذه الإنسان لنقل معلوماته إلى غيره, لأنه وسيلة إتصال بين اثنين أو أكثر , وقد عرف الحوار منذ قديم الأزل, لأنه وجه من أوجه التعبير عن الرأى ووسيلة إقناع به, فالحوار لغة العصر.

لذلك, فإنه يجب علينا أن نتدارس, ونتعلم فنون الحوار, الذى يتسم بالمرونة , وعدم التعصب, والبعد عن الجدل, الذى لا ينتهى بنا إلى غاية, ولا يصحح معلومة, ولا يجدى لفكرة.

الإنسان لم يخلق للعزلة, بل للمشاركة مع الآخر(العولمة), والعصر الحالى لا يصلح فيه الإنعزال(حتى مع العالم) فكيف ننعزل داخلياً, لذلك لابد من قبول الآخر, والتعامل معه , والتعايش معه.

لقد كنا فى الماضى القريب نتحدث, و نقول: أن العالم قرية كونية ليست كبيرة, أما الآن فإننا, وبعد هذا التطور فى وسائل التواصل الرقمية, نستطيع أن نقول: أن العالم أصبح حجرة كونية صغيرة.

إن الإنفتاح على الآخر, وغقتباس خبراته وتجاربه, أصبح أمراً ضرورياً, ويقول -سبحانه وتعالى-:”وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”الحجرات(13), وقد وضع لنا المولى-عزوجل-قاعدة نفيسة للحوار:”وجادلهم بالتى هى أحسن”النحل (125).

ويضع لنا الإمام الشافعى-رحمه الله- قاعدة ذهبية للحوار الهادف البناء عندما قال: “رأيى صواب يحتمل الخطأ, ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب “, وهى القاعدة الأهم ضمن قواعد الديمقراطية الحقيقية(القبول بآراء الآخرين).

ونتذكر فى هذا الصدد ما فعله عمربن الخطاب عندما اعترف بالخطأ, عمربن الخطاب الذى كان يهابه الرجال, وإذا تكلم اسمع, وإذا سار اسرع, وإن ضرب اوجع, نتذكر مقولته الرائعة, وهويعترف:”أصابت امرأة وأخطا عمر”.

والناس إذا اختلفوا-وهو أمرطبيعى-, وتحاوروا فيما هم مختلفون بدافع من الحرص على إظهار الحق وعدم إتباع الهو, والتخلص من محاولة الإنتصارللنفس, لبات كل عن أخيه راضٍ.

وواقع الحال, وما نشاهده, ونتابعه على مواقع التواصل الإجتماعى من أسلوب يفتقرلكثير من قواعد آداب الحوار , وهو دافع لنا جميعا من الضرورى بمكان أن نهتم بتثقيف أبنائنا, وتعليمهم هذه القواعد والآداب.

فبطبيعة الحال, فإننا نجد الطفل أو الشاب لا يستطيع أن يتحاور مع الآخرين بكفاءة, إلا إذا علمه الآباء و الأمهات التحاور, و الثقة فى النفس, وأن يحاور فى كل ما يخصه من الأشياء.

ولا يستطيع الطفل أن يتقبل الآخر, ما لم يكن مقبولا وسط عائلته, ففاقد الشئ لا يعطيه, كما أنهم لن يكون لهم رأى حر وصريح, ما لم يعتد على هذه الحرية منذ صغره, ومع بداية تكوين شخصيته.

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط