الكاتب الصحفى محمد عثمان يكتب: “مزاد على شرف الرئيس الأمريكي”

0 280

تابع العالم بدهشة وانبهار الاسبوع الماضى المزاد الخيرى الذى اقامته دول الخليج الثلاث السعودية والإمارات وقطر على شرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, الذى نجح بإقتدار فى سرقة الشاشات والكاميرات وخزائن الدول الثلاث فى حصيلة بلغت ما يقرب من ٥ تريلون دولار, وعاد بهم إلى بلاده ليستخدمهم فى انعاش اقتصادها المتهالك, وحمايتها ببناء القبة الحديدية التى تمنع اى اعتداء عليها .
وتعالت صيحات الاستنكار فى العالم العربى عن جدوى وقيمة هذه الصفقات المشبوهه, التى لا تحمل سوى دلالة واحدة عن مدى الخضوع والركوع والخنوع للعم سام, الذى بات يمثل لهذه الدول الدرع الواقى امام اى خطر, ونسى هؤلاء الحكام أو تناسوا ما فعله الأمريكان بحلافئهم من قبل, مثل شاه إيران الذى فر من بلاده عقب ثورة الخومينى ١٩٧٩, ورفص الامريكان استقباله وكذلك حليفهم  الرئيس السودانى الراحل جعفر النميري.

جعفر النميرى قام بكثير من الأعمال الجليلة لهم, أبرزها تهجير يهود الفالاشا إلى إسرائيل, ودفن نفياتهم السامة فى السودان, ومع ذلك رفضوا منحه حق اللجوء السياسي إلى أمريكا وغيرهم الكثير من الحكام الذين تعاونوا مع الامريكان وانقلبت عليهم, لذلك تسائل الكثيرون ألم تكن تلك الأموال الطائلة أولى بها الدول العربيةواقتصاديتها المتهالكة ؟ألم يكن أولى بها فلسطين المدمرة وشعبها الذى يعانى من الجوع والفقر والمرض؟
أم أن حكام هذه الدول تواطئوا مع العدو الأمريكي فى دعم إسرائيل, واستخدام هذه الأموال فى شراء الدبابات والصواريخ لقتل الفلسطينين والاستيلاء على أرضهم وبناء إسرائيل الكبرى ؟!,
ولعل أبرز ما ظهر من هذا التواطؤ أثناء زيارة الرئيس الأمريكي لهم هو قيام إسرائيل بالمزيد من الهجمات وقتل المئات من الفلسطينين, ولم يصدر أى تعليق واحد يدين هذه الهجمات من الرئيس الأمريكي أو من أمراء الدول الثلاث.
وتبقى هذه الزيارة الغامضه فى هذا التوقيت بالذات محل الكثير من الريب والشكوك, وتبقى العديد من التساؤلات, هل تم استدعاء الرئيس السورى إلى السعودية أثناء هذه الزيارة, والترحيب برفع العقوبات عن سوريا مقابل التطبيع مع إسرائيل واقناعه بقبول الأمر الواقع باستيلاء إسرائيل على مساحات واسعة من سوريا ؟
وهل تم الاتفاق على تطبيع العلاقات بين الدول الثلاثة و إسرائيل فى هذه الزيارة؟,
وما حقيقة الترتيبات التى تقوم بها أمريكا لإلغاء الدور المصرى فى المنطقة وبروز الدور السعودي مكانه؟, كلها تساؤلات تبحث عن إجابات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط