الطريق البديل

الشيخ مجدى مهنا يكتب: “مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ”

0 653

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسول الله (صل الله عليه وسلم), سيد الاولين والاخرين, ورسول رب العالمين, وبعد,

موضوع اليوم بعنوان “مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ”, ابن آدم  مهما طال بك الزمان لابد لك من يوم تلقي الله فيه, فيحاسبك علي ما قدَّمتُ، وما أخَّرتُ.

 وليعلم كل منا, أن الصدقة تطفي غضب الرب, وليعلم كل منا, أن الله يعطي من يشاء, ويمنع عمن يشاء, فلقد فضل الله بعضكم علي بعض في الرزق.

ولقد كفل الله_عز وجل_ للناس الأرزاق, ” فمن رَضِيَ فله الرِّضَى” ومن لم يرض, فكما قال الله في جزء من حديث قدسي: ” من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي، فليخرج من تحت سمائي، ويتخذ رباً سوائي “.

“مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ”, والله_عز وجل_ قال في محكم التنزيل: ﴿وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُها إلّا هو ويَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ وما تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلّا يَعْلَمُها ولا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إلّا في كِتابٍ مُبِينٍ﴾.

والقصة, التي نريد أن نتحدث عنها عن امرأة, اشتدت بها الحال, هي وزوجها, فذهبت المرأة الي أحد الأغنياء, لتطرق بابه لا لشئ ولكن لناخذ منها العبرة والعظة.

فجاءت المرأة إلي رجل غني, وعنده من نعم الله ماعنده, وعنده من الخدام ماعنده, فطرقت الباب, ويفتح الخادم, فقال: من أنتي, قالت أنا أخت سيدك,

فدخل الخادم, وأبلغ سيده, وقال له: بالباب امرأة, تقول: إنها أختك, فقال له: ائذن لها بالدخول, فدخلت قال لها من أنتي, وأختي من أين, فقالت له أنا أختك منآدم وحواء.

فقال لها أهلا بالأخت, التي هي من الآباء والأجداد, ولكن الغني وجد في وجهها من البشر والبشاشة, ما جعله يسالها ماحاجتك,

قالت: اشتد بي وزوجي الحال, وأطرقت بابك, فما عندكم ينفد, وما عند الله باق, فقال أعيديها قالت ما عندكم ينفد وماعند الله باق, قال أعيديها قالت اني لا أذل لا أحد غير الله, فان كنت تريد إذلالي فأنا لا أذل إلا لله.

قال لا والله, أعيديها, فقالت: ماعندكم ينفد, وماعند الله باق, فنادي الرجل الغني خادمه, وقال: أعطوها من الإبل عشرة, ومن النوق عشرة, ومن الأغنام ما شاء الله تعالى, ومن المال مايكفيها, فإن ماعندنا ينفد وما عند الله باق.

هذا وبالله التوفيق, وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, سبحانك ربنا رب العزة عما تصفون, وسلاماً علي المرسلين, والحمد لله رب العالمين.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.