الشيخ مجدى مهنا يكتب: رجال حول الرسول

0 74

بكت زوجة سيدنا ابو ذرالغفارى, وهو يحتضر, فسألها : ما يبكيك؟
قالت: تموت هنا في صحراء الربذة ، لا ثوب نكفنك فيه, ولا احد يصلي عليك .
فقال لها: ابشري, هذا ما بشرني به رسول الله -صل الله عليه وسلم- ذات يوم ، فقد كنت انا وفلان وفلان وفلان, وسماهم بالاسم, ودخل علينا النبي.
فقال :”سيموت رجل منكم بالصحراء, وسيصلي عليه جماعة عظيمة من المؤمنين”, وقد مات جميع الصحابة, الذين كانوا معي اثناء تلك البشرى النبوية، ولم يبق إلا أنا, فأنا المقصود من تلك البشرى.
فقالت : وماذا أفعل الان ؟
قال, وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : ضعيني على قارعة الطريق, فأول ركب قادم سيكون هم كبار الصحابة العظام, الذين بشر بهم النبي صلي الله عليه وسلم، وأنهم سيصلون علي بلا أدنى ريب, كما بشرني النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الحال, مر وفد قادم من العراق من الصحابة الكبار, وفي مقدمتهم سيدنا عبد الله بن مسعود, وكبار الأنصار رضي الله عنهم جميعا فسالوها: ما يبكيك ؟
قالت : هذا زوجي أبي ذر، لا نجد ثوباً نكفنه فيه.
فتسابق الأنصار من يكفنه في ثوبه, فكفنوه, ثم صلوا عليه جميعاً، ودعوا له بالجنة و المغفرة.
وتذكر الصحابة يوم غزوة تبوك عندما تأخر أبو ذر بعدما تعثر بعيره، وجاء ماشياً يلهث ، يجري تارة ويمشي تارة أخري، وحيداً بلا أنيس, ولا جمل يركبه في الصحراء المحرقة ، يريد اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم بتبوك.
وما أن رآه النبي

-صلى الله عليه وسلم-

يومها حتى امتلأ وجهه -صلى الله عليه وسلم- بالبشر والسرور، ثم البسه تاج التميز والإنفراد والإخلاص .
فقال يومها الرسول-صلى الله عليه وسلم-للصحابة :
“يرحمك الله يا أبا ذر, تمشي وحيداً, وتموت وحيداً, وتبعث يوم القيامة وحيداً “.
و وحيداً أي متميزاً من كثرة خصالة الحميدة وقد تحققت البشرى.
رضي الله عن سيدنا ابي ذر الغفاري, وأرضاه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط