الشيخ مجدى مهنا يكتب : “بر الوالدين”
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله -صل الله عليه وسلم-, وبعد, مقالنا اليوم عن بر الوالدين, حيث قال الله عز وجل في محكم الآيات{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً}.
الله سبحانه وتعالى, حكم وقضي الا نعبده الا هو, الواحد الأحد الفرد الصمد ,الذي لا صاحبة له ولا ولد, ثم بالوالدين إحساناً, وهذا وإن دل على شئ, فإن عبادة الله, وحكم الله, مقرونة بالإحسان الي الوالدين, فلا ننهرهما, بل نحسن إليهم, ونتولي أمرهم, ونقوم بالعمل على إرضاءهما, فإن رضي الله من رضاءهما, كيف ونحن لا نسأل عنهم بالعام ألا مرة واحدة ويمكن بهاتفك المحمول.
وقد أوصانا نبينا الكريم-صل الله عليه و سلم- إذ يقول عندما سئل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟, قال امك, ثم امك, ثم امك, ثم ابوك, واعلم أن الله لم يفضل أحدهم على الآخر, فقال:”وبالوالدين إحساناً”, وحتى نخرج من هذا الاستشكال, في قول رسول الله-صل الله عليه وسلم- امك, ثم امك, ثم امك, فالام لها ثلاث حالات ليست للاب وهيحملها و ولادتها وإرضاعها, فلهذا وصي النبي بها ثلاثة حمل ووضع وإرضاع فليس هناك أفضليه بينهما.
ولهذا قالوا : إن أب ذهب إلى ساحة القضاء, يقدم شكوى ضد ولده, وقال للقاضي:”أريد نفقة من ولدي ١٠ دنانير, فاستدعي القاضي الولد, وقال له: إن أبيك رفع شكوى, يطالبك أن تدفع له كل شهر ١٠ دنانير, فقال الابن للقاضي: “أيها القاضي, أبي رجل غني, وله عقارات, وله مال كثير, فكيف يطلب نفقه ١٠ دنانير, وهي لا تساوي شئ مما عنده, فقال القاضي للأب: هل أنت غني؟ قال: نعم سيدي القاضي, قال: ولماذا تطلب ١٠ دنانير نفقة من ابنك؟
قال: سيدي القاضي, يمر العام وأنا لا أرى ابني الا مرة او مرتين, وأنا مارفعت هذا إلا لأجل أن أراه كل شهر مرة, فبكي القاضي, وقال له: لو علمت هذا قبل ما أحكم عليه بهذه النفقة لحبسته, وردد القاضي, وقال: (مالي أرى الجفاء والبعد بين الابناء والاباء”, فطيبوا أوقاتكم بزيارة أباءكم, وأنا من هذا الموقع, الذي سررت أن أكتب مقالي فيه, صلوا أباءكم واأسعدوهم, كما أسعدوكم في صغركم, فكم نرى أبناء لا ينظروا الي تعاليم الدين والإسلام.
أدعوا الله سبحانه وتعالى, أن يرحمهما كما ربيانا صغاراً, والله اسأل التوفيق والنجاح الدائم, وأن يسدد خطاكم وأن يجعل أيامك كلها سعادة ورضا ورضوان من الله تعالى, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.