الشيخ مجدى مهنا يكتب:”الزوجة الصالحة وبر الوالدين”

0 77

يقول رجل: قبل فترة خرجت مع امرأة غير زوجتي, وكانت تلك الفكرة فكرة زوجتي حيث بادرتني بقولها : أعلم جيداً كم تحبها وتحبك وتشتاق لكَ؛إن المرأة التي أرادت زوجتي أن أخرج معها, وأقضي وقتاً معها هي أمي.

كانت أمى, قد ترملت منذ 19 سنة, ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية
وتربية 3 أطفال ومسؤوليات جعلتني لا أزورها إلا نادراً, وفي يوم اتصلت بها ودعوتها إلى العشاء في مطعم.
فسألتني أمي : هل أنت بخير..؟, فقلت لها : نعم أنا بخير, ولكني أريد أن أخرج معك يا أمي, فقالت بتعجب : نحن فقط..؟!, فقلت لها : نعم, فقالت لي : كم أتمنى ذلك.
وفي أحد الأيام وبعد العمل, مررت عليها, وأخذتها, وعندما وصلت كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة, ويبدوأنه آخر فستان قد اشتراه أبي لها قبل وفاته.

ابتسمت أمي كملاك, وقالت : قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع ابني, فذهبنا إلى مطعم جميل وهادئ, تمسكت أمي بذراعي, وكأنها السيدة الأولى وبعد أن جلسنا.

بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع قراءة الأحرف الصغيرة, وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتيها المجعدتين, وقاطعتني, قائلة :
كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير.
أجبتها والدموع في عيني, حان الآن موعد تسديد شيء من دينك يا أمي, ارتاحي أنت يا أماه, تحدثنا كثيراً أثناء العشاء, قصص قديمة, وقصص جديدة, لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل.
وعندما رجعنا ووصلنا إلى باب بيتها, قالت : أوافق أن نخرج سويةً مرة أخرى,
ولكن على حسابي, فقبلت يدها, وودعتها, وبعد أيام قليلة توفيت أمي بنوبة قلبية وقد حدث ذلك بسرعة كبيرة حيث لم أستطع عمل أي شيء لها.

وبعد عدة أيام وصلني من المطعم الذي تعشينا به أنا وأمي ورقة مع ملاحظة مكتوبة بخطها, يابني لقد دفعت الفاتورة مقدماً لأني قد لا أكون موجودة, فالأمر كله لله ٠

لقد دفعت ثمن العشاء لشخصين, لك ولزوجتك, لأن تلك الليلة كانت أجمل ليلة عشتها في حياتي, أحبك ياولدي.

– همسة للجميع: سيرحلون يوما ما-بأمر ربنا-, فتقربوا لهم قبل ان تفقدوهم, وإن كانوا رحلوا, فادعوا لهم, وترحموا عليهم.
قال تعالى 🙁 وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ).
بارك الله في الزوجة الصالحة التي تحب زوجها وتذكره ببر والديه، بارك الله في الزوج الصالح الذي يحب زوجته, ويذكرها ببر والديها.

اسأل الله العظيم أن يجعلني وإياكم من البارّين بوالديهم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط